يستعد نحو ستين مدرس رياضيات صينيا من مدينة شنغهاي للسفر إلى بريطانيا حيث سيتم توزيعهم على ثلاثين مركزاً بهدف رفع مستوى الطلبة هناك في مادة الرياضيات، كما سيقومون أيضاً بتدريب مدرسين بريطانيين على طرق وتقنيات صينية في تعليم مادة الرياضيات والحساب الشفهي السريع وتقديم توصيات للجهاز التعليمي البريطاني عن كيفية الارتقاء بتدريس مادة الرياضيات في المدارس.
وتأتي الخطوة البريطانية في إطار برنامج تبادل مشترك كجزء من اتفاقية بين وزارتي التعليم في البلدين. كما سيقوم ستون مدرساً بريطانياً أيضاً بزيارة الصين لتلقي تدريبات مماثلة للغرض نفسه، وتهدف الخطة إلى تحسين مستويات المهارات الحسابية لمليون شخص.
وأظهرت تقارير ودراسات بريطانية ودولية أن انحدار مستوى تعليم الرياضيات وضعف المهارات الحسابية لدى الطلبة في المملكة المتحدة يكلف اقتصاد البلاد مليارات الدولارات سنوياً قدرت بنحو عشرين مليار جنيه إسترليني العام الماضي.
بينما سجل طلبة مدينة شنغهاي خلال السنوات الأخيرة معدلات هي الأعلى في العالم في اختبارات مادة الرياضيات التي تعرف اختصاراً باسم 'اختبارات بيسا'، احتل نظرائهم الإنجليز المركز 26 على مستوى العالم كما تسجل فجوة زمنية تقدر بعامين ونصف العام بين الجانبين، في حين جاء ترتيب الطلبة الأميركيين في المركز 36.
نقل النموذج
وتأتي الاتفاقية بعد زيارة ميدانية أجرتها وزيرة التعليم البريطانية إليزابيث تروس إلى بعض مدارس شنغهاي في فبراير/شباط الماضي حضرت خلالها حصصاً في مادة الرياضيات، وأجرت لقاءات مع طلبة ومدرسين. وأعربت عن إعجابها بمستوى الطلاب وبطرق التدريس وبحيوية الفصول الدراسية ومدى تفاعل الطلبة مع أساتذتهم.
وعلى الرغم من الحماس الذي أبدته الوزيرة البريطانية وجهازها التعليمي لطلب يد العون من نظرائهم الصينيين فإن خبراء تربويين أبدوا شكوكاً في مدى نجاح البرنامج حيث إن نقل النموذج الصيني -الذي يعتمد على تعليم الرياضيات التطبيقية في المراحل الأساسية وعلى الحفظ والذاكرة- سيقتل روح الإبداع والمبادرة لدى الطلبة، وفق رأي الخبراء.
ويخشى أهالي الطلبة في بريطانيا من أن نقل النموذج الصيني الصارم إلى المدارس البريطانية سيلقي بأعباء كبيرة على أبنائهم خاصة في مجال الواجبات المنزلية، وسيحرمهم من ممارسة حقوقهم كأطفال في اللعب والترفيه.
وذكر مسؤول في مكتب الشؤون التعليمية في شنغهاي لوسائل إعلام محلية أن مكتبه بصدد الانتهاء من التفاصيل الضرورية اللازمة لوضع الاتفاقية موضع التنفيذ خلال أبريل/نيسان القادم خاصة فيما يتعلق بقوائم أسماء المدرسين وسيرهم الذاتية وفترة إقامتهم والأجور التي سيتقاضونها في بريطانيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق